النص السماعي ياله من مرض خطير مكتوب
يا له من مرض خطير!
إنها المرة الأولى التي يغيب فيها إبراهيم عن مدرسته في القرية. استفاق هذا لاصباح على حمى مرتفعة، و حبات عرق كثيفة على جبينه وو جنتيه. ظل يرتعش في مكانه، و يهدي بكلام يخرج من فمه متقطعا بصعوبة..انتبهت أمه إلى بقع صغيرة على ذراعيه خاصة، و أخرى ظهرت على وجهه...قالت الأم:
يا إلهي! ما هذا الذي أصابك يا ولدي؟
ثم سألت إبراهيم:
لعلك أكلت شيئا ما؛ تسبب لك في هذا الحساسية المفرطة؟! أو أنك ذهبت مرة أخرى إلى تلك الأماكن المهجورة؛ تلعب فيها...لقد حذرتك مرات بأن لا تلعب هناك؟
تفقدت الأم دفتر إبراهيم الصحي، ثم أخذت ابنها إلى مستوصف القرية. قالت؛ و هي تحدث نفسها:
الطبيبة هي التي ستشخص حالتك، و تصف لك الدواء المناسب الذي يوقف هذه الحمى، و يقضي على هذه البقع...!
التحق أبو إبراهيم بزوجته في المستوصف. و هناك جلسا معا في مكتب الطبيبة التي فحصت إبراهيم فحصا دقيقا؛ تبين لها من خلاله، بأنه مصاب بمرض (الليشمانيا)...
قالت أم إبراهيم: و ما هذا المرض؟! هل هو الذي يصيب أطفالنا في القرية كل عام؟!
قالت الطبيبة؛ و هي تننزع نظارتها:
هذا مرض يصيب الحيوانات؛ مثل القطاط و الكلاب و الثعالب و الجرذان. و هو يصيب هذه الحيوانات عن طريق ذبابة خطيرة تسمى (ذبابة الرمل)؛ توجد في الحظائر، و أسقف المنازل، و الأماكن المهجورة، و الكهوف، و الجحور، و التشققات الموجودة في جذوع الأشجار، و الأماكن الظليلة الرطبة، و الحقول...
قالت أم إبراهيم؛ و هي تلتف نحو ابنها الذي ظل مستلقيا على السرير:
كان ظني في محله يا إبراهيم؛ حين أوصيتك بعدم اللعب في الأماكن المهجورة، و تلك التي تأتيها الكلاب و القطاط و الفئران...
قال أبو إبراهيم: و كيف هي حالة إبراهيم يا سيدتي الطبيبة؟!
أجابت الطبيبة؛ مطمئنة الأب و الأم معا:
اطمئنا! لقد عملتما حسنا، إذ جئتما بطفلكما حال ظهور أعراض المرض. سيشفى قريبا؛ و لن تبقى على ذراعيه ووجه ندوب؛ شريطة اتباع التعليمات التي سأوصيكما باتباعها! سأمنحه بعض الأدوية، غير أن الوقاية هي الأساس في كل علاج...!