سور الصين العظيم
لم يكن من عادة يوسف، وهو عائد من المدرسة، أَن يدخل الْمنزل، دون التَّوجه إِلى المطبخ، لِتناول بَعض الأكل.. رأته أمه و قد توجه بسرعة إلى حجرته ، و فتح حاسوبه ، و جلس ينظر إلى شاشته الصغيرة. اقتربت منه أمه، و قالت له: ما بك اليوم يا يوسف؟رأيتك تسرع إلى حاسوبك، هل كلفتك الأستاذة بإنجاز بحث؟
أجاب يوسف دون أن يرفع رأسه نحو أمه:
- نعم يا أمي لقد كلفتني الأستاذة بإنجاز بحث مصور حول حضارة من الحضارات القديمة!
- و أي حضارة اخترت لعرضك؟
- اخترت سور الصين العظيم يا أمي..
انفتحت الشاشة الصغيرة على صور لدولة الصين، فقالت الأم:
- سأرافقك، و أنت تنجز عرضك! ستبدأ أولا بالتعريف بهذا السور العظيم، و تختار له مجموعة من الصور تثبتها داخل عرضك..!
قال يوسف:
- حاضر يا أمي! أنا لا أصدق نفسي، و أنا أنظر إلى هذا السور العظيم، الذي يبلغ من العمر اثنين و عشرين قرنا، و طوله ألف و خمسمائة ميل، و يمتد من النهر الأصفر عبر الجبال و الوديان..إنه الشيء الوحيد الذي صنعه الإنسان، ورآه رجال الفضاء حين طافوا حول الأرض..!
قالت الأم و هي تنظر إلى شاشة الحاسوب:
- وأضيف إليك معلومة أخرى يا بني، و هي أن أحجار هذا السور لو تفككت و بني منها سور صغير، بدلا من هذا السور، ارتفاعه خمسة أمتار فقط، لاستطاع أن يحيط بالكرة الأرضية كلها..! ولو استعملت أحجار هذا السور في تشييد أهرامات، لكانت كافية لبناء ثلاثين هرما مثل أهرامات مصر..!
شرع يوسف في نقل المعلومات التي كان يطالعها على شاشة الحاسوب، فوجد بأن ما يقرب من خمسة و ستين ألفا من السياح يزورون السور كل يوم، وأن عددهم يقارب العشرة ملايين زائر كل عام..
قالت الأم:
- لقد أنجزت عملا رائعا يا بني، ذكرت فيه مجموعة من المعلومات عن السور العظيم، سيستفيد منها أصدقاؤك..و ستكون أستاذتك سعيدة بإنجازك هذا..! هيا الآن لنلتحق بأبيك ووالدك على مائدة العشاء.