النص السماعي دراجات هوائية للجميع
المجال الثاني : المواطنة و السلوك المدني
النص السماعي دراجات هوائية للجميع مكتوب
مازلت أذكر ذلك الصباح، الذي قصدت فيه مكتبة المردرسة؛ لأستعير كتابا...و ما إن خطوت أولى خطواتي داخل المكتبة؛ حتى سمعت سقوط مجموعة من الكتب على الأرض؛ فسارعت إلى جمعها و مسحها، ثم ترتيببها فوق الرف...
لحقت بي القيمة على المكتبة، و شكرتني؛ قائلة:
شكرا لك يا بنيتي! ليت كل الأطفال مثلك...!
و ما كادت القيمة على المكتبة تغادر المكان، حتى سمعت صوتا خافتا يناديني من بين الكتب...! اقتربت من الصوت؛ فلفت نظري كتاب صغير الحجم، عوانه (بلد الدراجات الهوائية)...وبما أنني أهوى ركوب الدراجة، تناولت الكتاب؛ فشكرني الصوت المنبعث من بين دفتيه؛ و قال لي:
إنها (هولندا) ياصدقتي...و هي ليست بلد الدراجات فحسب، بل أيضا بلد الجبن و الجسور و الطواحين..!
قلت: و ما شأن الدراجة في هذا البلد؟
أجابني الصوت:
أغمضي عينيك، و أنا أحملك إلى هذا البلد!و في لمح البصر، وجدت نفسي وسط مدينة جميلة، تكثر فيها الوديان و الجسور...توجه بي الكتاب مباشرة نحو واحدة من المكتبات المنتشرة بالمدينة. و أمام الباب، اندهشت لمئات الدراجات التي كانت متوقفة، في نظام بديع...لم يكن هنالك حارس، و لم تكن الدراجات مربوطة بأقفال..سألت صديقي الكتاب:
كيف سيعرف كل واحد دراجته، و لكها متشابهة؟
ابتسم الكتاب ، و قال لي:
سترين ذلك حين يخرجون!
و كم كانت دهشتني كبيرة، حين خرجو؛ فرأيت كل واحد ينصرف إلى دراجة يركبها؛ سواء كانت له أم لغيره...و لم تمر إلا برهة، حتى خلا الجدار من جميع الدراجات...!
قال لي صديقي الكتاب:
يجب أن تعرفي يا صديقتي أن عدد الدراجات في هذه المدينة بلغ سبعمائة ألف دراجة، فيما يبلغ عدد السكان سبعمائة و خمسين ألف نسمة...فالكبير و الصغير، و الشاب و العجوز، و المرأة و الرجل...كلهم يركبون الدراجة؛ لأنها بالنسبة إليهم رياضة يومية، ووسيلة نقل بسيطة، و لا تلوث البيئة...! لكل دراجته، و هي دراجة الآخرين أيضا...! فإذا نزل أحدهم من على دراجته، فإنه يركنها في مكان على قارعة الطريق، دون أن يربطها...فإذا مر مواطن آخر من ذلك الطريق، و احتاج إلى دراجة للتنقل، فإنه سيركبها؛ و يذهب لقضاء حاجته...!
قلت مع نفسي:
حين أعود إلى بلادي، سأتحدث إلى أصدقائي و صديقاتي في المدرسة، و نتفق جميعا على أن يقتني كل واحد منا دراجة هوائية؛ يتقاسمها مع الجميع..و هكذا سنعبر عن سلوك مدني مواطن رائع...!!!
لحقت بي القيمة على المكتبة، و شكرتني؛ قائلة:
شكرا لك يا بنيتي! ليت كل الأطفال مثلك...!
و ما كادت القيمة على المكتبة تغادر المكان، حتى سمعت صوتا خافتا يناديني من بين الكتب...! اقتربت من الصوت؛ فلفت نظري كتاب صغير الحجم، عوانه (بلد الدراجات الهوائية)...وبما أنني أهوى ركوب الدراجة، تناولت الكتاب؛ فشكرني الصوت المنبعث من بين دفتيه؛ و قال لي:
إنها (هولندا) ياصدقتي...و هي ليست بلد الدراجات فحسب، بل أيضا بلد الجبن و الجسور و الطواحين..!
قلت: و ما شأن الدراجة في هذا البلد؟
أجابني الصوت:
أغمضي عينيك، و أنا أحملك إلى هذا البلد!و في لمح البصر، وجدت نفسي وسط مدينة جميلة، تكثر فيها الوديان و الجسور...توجه بي الكتاب مباشرة نحو واحدة من المكتبات المنتشرة بالمدينة. و أمام الباب، اندهشت لمئات الدراجات التي كانت متوقفة، في نظام بديع...لم يكن هنالك حارس، و لم تكن الدراجات مربوطة بأقفال..سألت صديقي الكتاب:
كيف سيعرف كل واحد دراجته، و لكها متشابهة؟
ابتسم الكتاب ، و قال لي:
سترين ذلك حين يخرجون!
و كم كانت دهشتني كبيرة، حين خرجو؛ فرأيت كل واحد ينصرف إلى دراجة يركبها؛ سواء كانت له أم لغيره...و لم تمر إلا برهة، حتى خلا الجدار من جميع الدراجات...!
قال لي صديقي الكتاب:
يجب أن تعرفي يا صديقتي أن عدد الدراجات في هذه المدينة بلغ سبعمائة ألف دراجة، فيما يبلغ عدد السكان سبعمائة و خمسين ألف نسمة...فالكبير و الصغير، و الشاب و العجوز، و المرأة و الرجل...كلهم يركبون الدراجة؛ لأنها بالنسبة إليهم رياضة يومية، ووسيلة نقل بسيطة، و لا تلوث البيئة...! لكل دراجته، و هي دراجة الآخرين أيضا...! فإذا نزل أحدهم من على دراجته، فإنه يركنها في مكان على قارعة الطريق، دون أن يربطها...فإذا مر مواطن آخر من ذلك الطريق، و احتاج إلى دراجة للتنقل، فإنه سيركبها؛ و يذهب لقضاء حاجته...!
قلت مع نفسي:
حين أعود إلى بلادي، سأتحدث إلى أصدقائي و صديقاتي في المدرسة، و نتفق جميعا على أن يقتني كل واحد منا دراجة هوائية؛ يتقاسمها مع الجميع..و هكذا سنعبر عن سلوك مدني مواطن رائع...!!!